حماة | مؤسسة خطوات سوريا للتنمية المجتمعية
حماة، 18 مايو 2025 – في استجابة حيوية للتحديات التي تواجه عودة الحياة الطبيعية بعد تحرير المناطق السورية، نظمت مؤسسة خطوات سوريا للتنمية المجتمعية ندوة توعوية مكثفة بعنوان “مخاطر الألغام ومخلفات الحرب” في صالة نقابة المهندسين بمدينة حماة. جمعت الندوة 40 مشاركًا ومشاركة من ممثلي الهلال الأحمر السوري، الدفاع المدني، المجالس المحلية، الحقوقيين، المهندسين، وأفراد من المجتمعات المتضررة، بهدف رفع الوعي وتعزيز سبل الوقاية.
تحدي العودة الآمنة: الألغام إرثٌ خطير
بعد تحرير معظم المناطق السورية في ديسمبر 2024 وعودة النازحين، برزت مشكلة انتشار الألغام ومخلفات الحرب كتهديد مباشر لحياة المدنيين، وخاصة الأطفال، مما يعيق جهود الاستقرار وإعادة الإعمار. جاءت هذه الندوة لتزويد المشاركين بالمعرفة والأدوات اللازمة للتعامل الآمن مع هذه التهديدات، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الفاعلة.
تضمن التدريب محاور شاملة حول أنواع الألغام ومخلفات الحرب، تأثيراتها الإنسانية والاقتصادية، آليات التعرف على المناطق الملوثة وتفاديها، والإجراءات الواجب اتباعها عند العثور على جسم مشبوه. كما ركز على دور المؤسسات في التوعية والإزالة، وتقنيات التواصل الفعال في حملات التوعية.
صوت الميدان: تحديات وحلول مشتركة
شهدت الجلسات تفاعلاً كبيرًا ومداخلات مهمة من ممثلي الجهات الفاعلة على الأرض:
- أكدت السيدة سارة من الهلال الأحمر السوري استعدادهم التام للتعاون مع الدفاع المدني.
- أشارت السيدة رهف من الدفاع المدني إلى استمرار جهود إزالة الألغام في ريف حماة، حيث يتعرض المدنيون للموت في الأراضي الزراعية المحيطة بالمناطق العسكرية السابقة.
- عبّر ممثلو المجالس المحلية في مورك وكرناز عن استمرار وجود الألغام وحاجتهم للدعم في تدريب كوادرهم.
- أثار ممثل مدينة حلفايا قضية خطيرة تتعلق بجمع أحد السكان للألغام في منزله، مما يشكل خطرًا على الجيران.
أظهرت هذه النقاشات أهمية تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين، وضرورة تكثيف جهود التوعية والتدريب، والإسراع في إزالة الألغام من المناطق المأهولة.
مخرجات وتوصيات نحو مجتمع آمن
أسفرت الندوة عن نتائج ملموسة، حيث أصبح المشاركون أكثر وعيًا بمخاطر الألغام وأساليب الوقاية، وأبدوا استعدادهم للمشاركة في حملات توعية ميدانية وتوزيع مواد توعوية (بروشورات) في الأماكن العامة والمدارس ومناطق العودة.
شملت التوصيات:
- تنظيم دورات متابعة متقدمة في التوعية من مخاطر الألغام.
- إدماج جلسات الدعم النفسي في البرامج المستقبلية للمتأثرين.
- التنسيق مع الجهات المحلية لضمان الوصول للمناطق الأكثر تضررًا.
- إعداد خطة عمل ميدانية مشتركة مع الدفاع المدني والهلال الأحمر.
تؤكد “خطوات سوريا” على أن التوعية المجتمعية لا تحتمل التأجيل، وأن التنسيق بين الجهات الفاعلة والمجتمعات المحلية هو عنصر أساسي لنجاح أي تدخل ميداني، مما يساهم في بناء بيئة أكثر أمانًا ويعزز الطمأنينة بين السكان العائدين إلى ديارهم.
مركز “خطوات للتنمية المجتمعية” يقيم ندوة حول مخلفات الحرب وضرورة إزالتها
لمشاهدة الندوة: https://www.facebook.com/watch/?v=669340425947919
