ندوة إدلب حول العقوبات الاقتصادية على سوريا: رؤية قانونية ومسارات للتخفيف

إدلب | مؤسسة خطوات سوريا للتنمية المجتمعية

نظمت مؤسسة “خطوات سوريا للتنمية المجتمعية” بمدينة إدلب بتاريخ 26 نيسان 2025، ندوة موسعة بعنوان “العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا وأثرها على إعادة الإعمار والاقتصاد: رؤية قانونية للتخلص منها بعد زوال حكم الأسد”، وذلك بمشاركة 22 فاعلًا وفاعلة من خلفيات متنوعة شملت محامين، اقتصاديين، ناشطين مدنيين، ممثلي فرق نسائية، وأشخاص من ذوي الإعاقة.

الندوة التي استمرت لست ساعات شهدت نقاشات معمقة تناولت خلفيات العقوبات المفروضة على سوريا، تأثيراتها المباشرة على المجتمع المدني والاقتصاد المحلي، والسبل القانونية والسياسية الممكنة لتخفيف وطأتها بعد التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد.

أجندة شاملة ومشاركة رفيعة المستوى

افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية من مركز خطوات، تبعها تقديم أجندة العمل التي غطّت محاور متعددة، أبرزها: الخلفية السياسية للعقوبات، آثارها الاقتصادية، شروط رفعها دوليًا، تجارب دولية مقارنة، وأدوات عملية للتخفيف منها دون المساس بالسيادة الوطنية. وقد شارك في الجلسات كل من نقيب المحامين في سوريا الأستاذ أحمد دخان، ونقيب الاقتصاديين الأستاذ محمد البكور، مما أضفى طابعًا رسميًا وخبيرًا على الحوار.

نقاشات حيوية… من القانون إلى الإنسان

أدار المحامي المخضرم رضوان عياش —الذي يعتبر مرجعية قانونية في شمال سوريا— الجلسات الحوارية بأسلوب تفاعلي، مركّزًا على الجوانب القانونية للعقوبات، وتطورها منذ عام 2011 حتى اليوم. وبيّن عياش أن استمرار فرض العقوبات حتى بعد سقوط النظام السابق يثير تساؤلات قانونية وسياسية جوهرية حول أهداف المجتمع الدولي وموقفه من الحكومة الجديدة.

شهدت الجلسات مداخلات متنوعة، بينها تساؤلات حول مدى شرعية استمرار العقوبات بعد الاعتراف الدولي بالحكومة الجديدة، وملاحظات من ناشطات نسويات حول تأثيرها على العمل الإنساني. كما قدم المحامي علي قسوم مداخلة قوية حول ضرورة التفريق بين معاقبة الأنظمة والمجتمعات، مشددًا أن العقوبات باتت تطال المواطن السوري مباشرة.

صرخات من القلب: صوت ذوي الإعاقة

من أبرز لحظات الندوة كانت مداخلة الناشطة أماني السيد، من ذوي الإعاقة، التي تحدثت بتأثر بالغ عن المعاناة التي يعيشها ذوو الاحتياجات الخاصة تحت وطأة العقوبات. قالت أماني:

“نُعاقَب مرتين؛ مرة من النظام ومرة من العقوبات. أين الإنسانية حين لا نجد دواءً أو كرسياً متحركاً؟ نرجو من المجتمع الدولي أن يسمعنا كبشر، لا كأرقام.”

مداخلات استراتيجية: شراكات، إعلام، ودبلوماسية ناعمة

في الجلسة الرابعة، قدّم الأستاذ محمد البكور رؤية اقتصادية ترتكز على خلق شراكات دولية مرنة، وإقامة علاقات مصرفية خارجية لاستقطاب الاستثمارات. كما أكدت السيدة فاطمة – مديرة شبكة نسائية على أهمية التوازن الإعلامي، داعية إلى إنتاج مواد إعلامية إنسانية تُظهر التغيير الحاصل في سوريا، وتُخاطب الضمير العالمي للضغط نحو تخفيف العقوبات

أكد المشاركون أن كسر الحصار الاقتصادي يتطلب خطابًا متعدد الأبعاد يشمل أصوات المتضررين، وأن الإعلام أداة حيوية لتغيير الرأي العام الدولي.

شاهد الفيديو: https://www.facebook.com/Soria.plus/videos/675034405119583

Scroll to Top